في مصر القديمة , كانت حيوان الفهد يبجل على اعتبار انه احد تجليات الاله "اوزيرس" قاضي الموتى , و ربما تحت تأثير هذه العقيدة القديمة , فأن الكثير من القبائل الافريقية اعتبرت الفهد حيوانا مقدسا يقود أرواح الموتى الى الراحة و السكينة في العالم الآخر , و في القرن التاسع عشر ظهرت طائفة سرية في بعض مناطق افريقيا يتقمص أفرادها شخصية الفهد فيجوبون الغابات بحثا عن طرائد بشرية ليقتلوها بأبشع صورة و يلتهمون لحومها في طقوس سحرية مرعبة , في هذا المقال عزيزي القارئ ستتعرف على هذه الطائفة الرهيبة التي أشاعت الخوف و الهلع في أجزاء شاسعة من القارة السوداء لعقود طويلة.
كانوا يعتقدون بأن اللحم البشري سيمنحم قوى سحرية خارقة
*************************************************
http://www.erbzine.com/mag7/leopart.jpg
المجتمع الأفريقي هو مجتمع قبلي تحتل فيه المعتقدات السحرية حيزا كبيرا من الأهمية , ففي اغلب القرى و البلدات الافريقية يلعب الساحر دورا رئيسيا في حياة هذه المجتمعات الصغيرة , فهو الطبيب الذي يطرد الأرواح الشريرة من أجساد المرضى و هو حامي القرية من المخلوقات الشريرة الكثيرة التي يزدحم بها رأس الإنسان الافريقي البسيط , و هو الشخص الذي بأمكانه ان يتحكم في مصير الآخرين فيصب اللعنات و الطلاسم القاتلة عليهم او يفكها عنهم , و في هكذا مجتمعات تؤمن بالخرافات و تعتبرها من البديهيات , فأن السحر و القوى الخارقة تعتبر امرا مسلما يسعى الجميع للحصول عليها , و إحدى أقدم الخرافات التي عرفتها بعض أصقاع كرتنا الأرضية هي تلك القائلة بأن لحم البشر له خواص سحرية خارقة و ان التهامه يعني الحصول على القوة والجاه و العمر المديد , و طائفة الرجال الفهود هي تجسيد لهذا المعتقد الخرافي الذي بدء ينتشر بقوة في أجزاء من افريقيا مثل سيراليون و نيجيريا و ليبيريا منذ القرن التاسع عشر , طبعا هذا لا يعني بأن أكل لحوم البشر لم يكن معروفا في افريقيا قبل هذا التاريخ , فمنذ الرحلات الاستكشافية الأولى لمجاهل افريقيا في القرن السادس عشر وردت إشارات في كتب الرحالة الأوربيين عن مناطق و قبائل معينة تمارس عادة اكل لحوم البشر , الا ان هذه الظاهرة لم تعرف انتشارا كثيفا و بشكل علني و منظم كذلك الذي تجسد في مجتمع الفهود البشرية او الرجال الفهود (Leopard men ) بين عامي 1900 – 1950 للميلاد , و الذي أشاع جوا من الرعب الهستيري في عدة دول افريقية لردح من الزمن و راح ضحيته المئات من الأبرياء , و فيما يرجع البعض ظهور هذه الطائفة الى المعتقدات السحرية و الخرافية الشائعة في المجتمع الافريقي فأن آخرين اعتقدوا بأن هذه الظاهرة هي رد فعل باطني على الاستعمار و سلطة الرجل الأبيض التي أثقلت كاهل الافارقة لقرون طويلة , منذ ظهور سفن العبيد التي كانت تجوب السواحل الافريقية لتخطف الرجال و النساء و الأطفال و تعبر بهم البحار لتبيعهم في أسواق النخاسة في أوربا و أمريكا , و هذا التاريخ من الخوف و عدم التكافؤ ولد شعورا لدى الإنسان الافريقي بالدونية امام الرجل الأبيض الذي كان يبدو خارقا في كل شيء , بأسلحته الفتاكة و سفنه العملاقة التي تقذف النار و اللهب فتحرق أكواخ القش الافريقية البسيطة و تحيلها ركاما , لذلك كانت الطقوس السحرية هي المتنفس الوحيد للرجل الافريقي الذي اعتقد بأنها ستمده بالقوة الخارقة و تجعله ندا مساويا للرجل الأبيض , و هذه الطقوس و العقائد كانت الدافع الرئيسي وراء سلوكيات مجتمع الرجال الفهود الباحثين عن القوى الخارقة , فالرجل الفهد لا يكتفي بأرتداء جلد الفهد و تقليد حركاته و لكنه يؤمن بأنه تقمص شخصية الفهد و انه أصبح مخلوقا خارقا لا تؤثر به الاسلحة و لا يخترق جسده الرصاص و كان هذا الاعتقاد سببا في خشية الناس منهم و ازدياد عدد الراغبين في الانضمام اليهم.
احد الباحثين الأوربيين الذين درس الظاهرة في عشرينيات القرن المنصرم , وصف مجتمع الرجال الفهود و طريقة مهاجمتهم لضحاياهم كالأتي :
"عند القيام بهجوم فأن رجال الطائفة يرتدون جلد الفهد ... و في بعض الأحيان يحملون معهم شبكة لإلقائها على الضحية لتقييده ... يتسلحون بسكاكين حديدية حادة يربطوها الى أيديهم على شكل مخالب الفهد , و يحمل بعضهم رماحا قصيرة ... عادة ما يهاجمون ليلا و بشكل مفاجئ ... بما انهم يتوزعون على مجموعات عند الهجوم لذلك فأن إفلات الضحية من أيديهم يكاد يكون امرا مستحيلا ... سرعان ما يقومون بتقطيع جسم الضحية و نزع اللحم و جمعه لنقله الى بقية أعضاء الطائفة من الرجال و النساء ".
كانت المخالب الحديدية التي يرتديها الرجال الفهود تمزق جسد الضحية بصورة بشعة حتى ان من يراها يظن بأن المهاجم هو حيوان حقيقي , و بعد جمع اللحم و الدم كانوا ينسحبون بخفة و هدوء الى أوكار سرية في أعماق الغابة حيث يقومون بطقوسهم و شعائرهم السحرية و يتقاسمون تناول وجبتهم البشرية التي يرافقها شرب الدماء , و كان على الأعضاء الجدد الراغبين بالانضمام الى الطائفة شرب قنينة من الدم البشري الطازج أمام الآخرين ليثبتوا جدارتهم بأن يصبحوا من الرجال الفهود , و لأن العملية مرتبطة أساسا بالطقوس السحرية لذلك فأن كل شخص من أعضاء الطائفة كان يمتلك حقيبة جلدية تسمى بورفيما (Borfima ) تحتوي على أشياء مختلفة كانوا يعتقدون بأنها ذات خواص سحرية منها القليل من بياض البيض , دم و شحم بشري إضافة الى أجزاء من جسم الإنسان , دم ديك و بضعة حبات من الرز , كانوا يؤمنون بأن هذه الحقيبة تجلب لحاملها الثراء و القوة الجسدية الخارقة و العمر الطويل , كما تكسبه احتراما كبيرا لدى الآخرين و تساعده في القضايا التي يتعامل فيها مع مؤسسات الرجل الأبيض و محاكمه , و لكي لا تفقد الحقيبة خاصيتها السحرية كان لزاما على الرجل الفهد دهنها بالشحم البشري و تلطيخها بدم الإنسان من حين الى آخر.
اغلب الشهادات العينية و الصور الملتقطة لضحايا الطائفة أتت من أشخاص غريبين عاشوا ردحا من الزمن في أفريقيا الغربية , احد هؤلاء كان الألماني د. وارنر جيونك , الذي عمل كطبيب في المناطق النائية من ليبيريا خلال ثلاثينيات القرن المنصرم و ألف كتابا عن تجربته تلك , و قد شاهد بنفسه ست حالات قتل نفذها الرجال الفهود و قد كتب حول مشاهدته لجسد إحدى ضحايا الطائفة :
"هناك , على الحصيرة داخل المنزل , عثرت على جسد فتاة في الخامسة عشر من العمر , كان عنقها ممزقا بواسطة المخالب و الأسنان , الأمعاء كانت مقطعة و منطقة الحوض مشوهة , احد الافخاذ كان مفقودا و الفخذ الاخر لم يتبق منه سوى جزء صغير , و الى جانب جسد الضحية كانت هناك أجزاء من عظمة قصبة الساق , كانت الجثة تبدو كما لو انها تعرضت الى هجوم حيوان مفترس لكن الفحص الدقيق لم يكن يتوافق مع هذه النظرية , فقد لاحظت على سبيل المثال ان هناك جرح صغير في صدر الفتاة حدث بواسطة الة حديدية حادة , كما ان الرئة كانت قد قطعت و انتزعت من داخل الجسد بشكل نظيف يستحيل على أي حيوان القيام به".
و مع ازدياد الجرائم التي نفذتها الطائفة و ازدياد جرأتها و استخفافها بالقانون و الذي وصل ذروته في أربعينات القرن المنصرم , فقد صممت الحكومات على القضاء عليها بشكل كامل لكنها أصدمت بعقبة كبيرة و هي خوف الناس الشديد من الرجال الفهود , حيث و رغم الإغراءات , لم يتقدم أي شخص ليشهد او يبلغ عن أعضاء الطائفة رغم انهم أصبحوا معروفين و أصبحوا يقومون بجرائمهم علانية في وضح النهار , لقد كان السكان يعتقدون بأن الرجال الفهود خارقين حقا و بأنهم سيعودون للانتقام منهم و من عوائلهم في حال تعاونوا مع الشرطة , و قد وقعت عدة حوادث عززت هذا الاعتقاد لدى الناس , ففي عام 1946 اكتشفت الشرطة بقايا ثلاثة عشر جثة بشرية قرب منزل احد رؤساء القرى فقاموا بالقبض عليه , و خوفا من ان يعترف على بقية أعضاء الطائفة , قام الرجال الفهود بمهاجمة منزله و التهام زوجته و ابنته و عندما علم الرئيس المسجون بذلك أصيب بحملة قلبية مات على أثرها.
الا ان التحول الكبير في سلوك السكان و انتفاضهم ضد الطائفة حدث عام 1947 , ففي إحدى الليالي تمكن احد ضباط الشرطة من قتل عضو من الطائفة بالرصاص أثناء مهاجمته لضحيته و حين رأى الناس جثة الرجل الفهد و هو بكامل زيه تيقنوا بأن أفراد الطائفة هم أناس عاديون و لا يملكون أي قوى خارقة لذلك سرعان ما بدء الشهود يتقاطرون على مراكز الشرطة و بدء أعضاء الطائفة يتساقطون واحدا بعد الآخر و مع حلول عام 1950 كان اسم الرجال الفهود قد تحول الى ذكرى لصفحة مرعبة من التاريخ , طويت الى الأبد
كانوا يعتقدون بأن اللحم البشري سيمنحم قوى سحرية خارقة
*************************************************
http://www.erbzine.com/mag7/leopart.jpg
المجتمع الأفريقي هو مجتمع قبلي تحتل فيه المعتقدات السحرية حيزا كبيرا من الأهمية , ففي اغلب القرى و البلدات الافريقية يلعب الساحر دورا رئيسيا في حياة هذه المجتمعات الصغيرة , فهو الطبيب الذي يطرد الأرواح الشريرة من أجساد المرضى و هو حامي القرية من المخلوقات الشريرة الكثيرة التي يزدحم بها رأس الإنسان الافريقي البسيط , و هو الشخص الذي بأمكانه ان يتحكم في مصير الآخرين فيصب اللعنات و الطلاسم القاتلة عليهم او يفكها عنهم , و في هكذا مجتمعات تؤمن بالخرافات و تعتبرها من البديهيات , فأن السحر و القوى الخارقة تعتبر امرا مسلما يسعى الجميع للحصول عليها , و إحدى أقدم الخرافات التي عرفتها بعض أصقاع كرتنا الأرضية هي تلك القائلة بأن لحم البشر له خواص سحرية خارقة و ان التهامه يعني الحصول على القوة والجاه و العمر المديد , و طائفة الرجال الفهود هي تجسيد لهذا المعتقد الخرافي الذي بدء ينتشر بقوة في أجزاء من افريقيا مثل سيراليون و نيجيريا و ليبيريا منذ القرن التاسع عشر , طبعا هذا لا يعني بأن أكل لحوم البشر لم يكن معروفا في افريقيا قبل هذا التاريخ , فمنذ الرحلات الاستكشافية الأولى لمجاهل افريقيا في القرن السادس عشر وردت إشارات في كتب الرحالة الأوربيين عن مناطق و قبائل معينة تمارس عادة اكل لحوم البشر , الا ان هذه الظاهرة لم تعرف انتشارا كثيفا و بشكل علني و منظم كذلك الذي تجسد في مجتمع الفهود البشرية او الرجال الفهود (Leopard men ) بين عامي 1900 – 1950 للميلاد , و الذي أشاع جوا من الرعب الهستيري في عدة دول افريقية لردح من الزمن و راح ضحيته المئات من الأبرياء , و فيما يرجع البعض ظهور هذه الطائفة الى المعتقدات السحرية و الخرافية الشائعة في المجتمع الافريقي فأن آخرين اعتقدوا بأن هذه الظاهرة هي رد فعل باطني على الاستعمار و سلطة الرجل الأبيض التي أثقلت كاهل الافارقة لقرون طويلة , منذ ظهور سفن العبيد التي كانت تجوب السواحل الافريقية لتخطف الرجال و النساء و الأطفال و تعبر بهم البحار لتبيعهم في أسواق النخاسة في أوربا و أمريكا , و هذا التاريخ من الخوف و عدم التكافؤ ولد شعورا لدى الإنسان الافريقي بالدونية امام الرجل الأبيض الذي كان يبدو خارقا في كل شيء , بأسلحته الفتاكة و سفنه العملاقة التي تقذف النار و اللهب فتحرق أكواخ القش الافريقية البسيطة و تحيلها ركاما , لذلك كانت الطقوس السحرية هي المتنفس الوحيد للرجل الافريقي الذي اعتقد بأنها ستمده بالقوة الخارقة و تجعله ندا مساويا للرجل الأبيض , و هذه الطقوس و العقائد كانت الدافع الرئيسي وراء سلوكيات مجتمع الرجال الفهود الباحثين عن القوى الخارقة , فالرجل الفهد لا يكتفي بأرتداء جلد الفهد و تقليد حركاته و لكنه يؤمن بأنه تقمص شخصية الفهد و انه أصبح مخلوقا خارقا لا تؤثر به الاسلحة و لا يخترق جسده الرصاص و كان هذا الاعتقاد سببا في خشية الناس منهم و ازدياد عدد الراغبين في الانضمام اليهم.
احد الباحثين الأوربيين الذين درس الظاهرة في عشرينيات القرن المنصرم , وصف مجتمع الرجال الفهود و طريقة مهاجمتهم لضحاياهم كالأتي :
"عند القيام بهجوم فأن رجال الطائفة يرتدون جلد الفهد ... و في بعض الأحيان يحملون معهم شبكة لإلقائها على الضحية لتقييده ... يتسلحون بسكاكين حديدية حادة يربطوها الى أيديهم على شكل مخالب الفهد , و يحمل بعضهم رماحا قصيرة ... عادة ما يهاجمون ليلا و بشكل مفاجئ ... بما انهم يتوزعون على مجموعات عند الهجوم لذلك فأن إفلات الضحية من أيديهم يكاد يكون امرا مستحيلا ... سرعان ما يقومون بتقطيع جسم الضحية و نزع اللحم و جمعه لنقله الى بقية أعضاء الطائفة من الرجال و النساء ".
كانت المخالب الحديدية التي يرتديها الرجال الفهود تمزق جسد الضحية بصورة بشعة حتى ان من يراها يظن بأن المهاجم هو حيوان حقيقي , و بعد جمع اللحم و الدم كانوا ينسحبون بخفة و هدوء الى أوكار سرية في أعماق الغابة حيث يقومون بطقوسهم و شعائرهم السحرية و يتقاسمون تناول وجبتهم البشرية التي يرافقها شرب الدماء , و كان على الأعضاء الجدد الراغبين بالانضمام الى الطائفة شرب قنينة من الدم البشري الطازج أمام الآخرين ليثبتوا جدارتهم بأن يصبحوا من الرجال الفهود , و لأن العملية مرتبطة أساسا بالطقوس السحرية لذلك فأن كل شخص من أعضاء الطائفة كان يمتلك حقيبة جلدية تسمى بورفيما (Borfima ) تحتوي على أشياء مختلفة كانوا يعتقدون بأنها ذات خواص سحرية منها القليل من بياض البيض , دم و شحم بشري إضافة الى أجزاء من جسم الإنسان , دم ديك و بضعة حبات من الرز , كانوا يؤمنون بأن هذه الحقيبة تجلب لحاملها الثراء و القوة الجسدية الخارقة و العمر الطويل , كما تكسبه احتراما كبيرا لدى الآخرين و تساعده في القضايا التي يتعامل فيها مع مؤسسات الرجل الأبيض و محاكمه , و لكي لا تفقد الحقيبة خاصيتها السحرية كان لزاما على الرجل الفهد دهنها بالشحم البشري و تلطيخها بدم الإنسان من حين الى آخر.
اغلب الشهادات العينية و الصور الملتقطة لضحايا الطائفة أتت من أشخاص غريبين عاشوا ردحا من الزمن في أفريقيا الغربية , احد هؤلاء كان الألماني د. وارنر جيونك , الذي عمل كطبيب في المناطق النائية من ليبيريا خلال ثلاثينيات القرن المنصرم و ألف كتابا عن تجربته تلك , و قد شاهد بنفسه ست حالات قتل نفذها الرجال الفهود و قد كتب حول مشاهدته لجسد إحدى ضحايا الطائفة :
"هناك , على الحصيرة داخل المنزل , عثرت على جسد فتاة في الخامسة عشر من العمر , كان عنقها ممزقا بواسطة المخالب و الأسنان , الأمعاء كانت مقطعة و منطقة الحوض مشوهة , احد الافخاذ كان مفقودا و الفخذ الاخر لم يتبق منه سوى جزء صغير , و الى جانب جسد الضحية كانت هناك أجزاء من عظمة قصبة الساق , كانت الجثة تبدو كما لو انها تعرضت الى هجوم حيوان مفترس لكن الفحص الدقيق لم يكن يتوافق مع هذه النظرية , فقد لاحظت على سبيل المثال ان هناك جرح صغير في صدر الفتاة حدث بواسطة الة حديدية حادة , كما ان الرئة كانت قد قطعت و انتزعت من داخل الجسد بشكل نظيف يستحيل على أي حيوان القيام به".
و مع ازدياد الجرائم التي نفذتها الطائفة و ازدياد جرأتها و استخفافها بالقانون و الذي وصل ذروته في أربعينات القرن المنصرم , فقد صممت الحكومات على القضاء عليها بشكل كامل لكنها أصدمت بعقبة كبيرة و هي خوف الناس الشديد من الرجال الفهود , حيث و رغم الإغراءات , لم يتقدم أي شخص ليشهد او يبلغ عن أعضاء الطائفة رغم انهم أصبحوا معروفين و أصبحوا يقومون بجرائمهم علانية في وضح النهار , لقد كان السكان يعتقدون بأن الرجال الفهود خارقين حقا و بأنهم سيعودون للانتقام منهم و من عوائلهم في حال تعاونوا مع الشرطة , و قد وقعت عدة حوادث عززت هذا الاعتقاد لدى الناس , ففي عام 1946 اكتشفت الشرطة بقايا ثلاثة عشر جثة بشرية قرب منزل احد رؤساء القرى فقاموا بالقبض عليه , و خوفا من ان يعترف على بقية أعضاء الطائفة , قام الرجال الفهود بمهاجمة منزله و التهام زوجته و ابنته و عندما علم الرئيس المسجون بذلك أصيب بحملة قلبية مات على أثرها.
الا ان التحول الكبير في سلوك السكان و انتفاضهم ضد الطائفة حدث عام 1947 , ففي إحدى الليالي تمكن احد ضباط الشرطة من قتل عضو من الطائفة بالرصاص أثناء مهاجمته لضحيته و حين رأى الناس جثة الرجل الفهد و هو بكامل زيه تيقنوا بأن أفراد الطائفة هم أناس عاديون و لا يملكون أي قوى خارقة لذلك سرعان ما بدء الشهود يتقاطرون على مراكز الشرطة و بدء أعضاء الطائفة يتساقطون واحدا بعد الآخر و مع حلول عام 1950 كان اسم الرجال الفهود قد تحول الى ذكرى لصفحة مرعبة من التاريخ , طويت الى الأبد